إذ تعتمد بعض مواقع التسوق عبر الإنترنت على تلك الملفات في مراقبة سلوك المستخدم، وتسجل تحركاته، وترصد تردده على سلعة محددة، لتحدد مدى تعلق المشتري المحتمل بها، وبالتالي استعداده لدفع سعر أكبر لتلك السلعة.
وأكثر من يعتمد على هذه الحيلة في “التلاعب” بالأسعار هي شركات الطيران، التي يتوفر لها أصلا عذر مقنع إن زادت سعر تذكرة الطيران. والعذر الأكثر إقناعا للجميع هو اقتراب عدد مقاعد الرحلة من النفاد، وهو أمر يدفع المسافر إلى الإسراع بالشراء حتى لو زاد سعر التذكرة.
وقد نشر بعض المسافرين تجاربهم في هذا المجال عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقالوا إن إزالة ملفات “كوكيز” من متصفح الإنترنت مكّنهم من الحصول على أسعار أقل لتذاكر طيران، رغم كونها في نفس الموعد ومن نفس المكان، وإلى ذات البلد.
وقال الخبير في شؤون الطيران جوني جيت إنه عاين هذه الطريقة لرفع أسعار التذاكر بشكل شخصي، وقال إنه تمكن من الحصول على تذكرة سفر بسعر أقل ،لمجرد أن غيّر المتصفح الذي استخدمه لحجز التذكرة.
وقد استعرض صحفي بريطاني يدعى باتريك كولينسون لصحيفة الغارديان، كيفية اكتشافه تلك الحيلة بالصدفة عندما حاول حجز تذكرة إلى إيرلندا فكانت قيمتها 187 يورو، وعند عودته مرة أخرى تفاجأ أن السعر ارتفع إلى 212 يورو لأن ملفات “كوكيز” سجلت محاولته الأولى لحجز التذكرة. لكن كولينسون تمكن من العودة إلى السعر الأصلي بمجرد حذف ملفات “كوكيز” من متصفح الإنترنت.